Sunday, February 26, 2012


بين الفينة والأخرى نسمع عن بعض المنتجات التقنية الإسرائيلية التي تغزو الأسواق العالمية وتحقق نجاحات كبيرة، فيبدأ المستخدم العربي باستخدامها كأي شخص آخر في العالم، حتى يكتشف البعض هوية هذه الشركات لتخرج أصوات تدعو لمقاطعتها. على سبيل المثال برنامج زون ألارم لحماية المعلومات والكثير من مواقع الفوركس الشهيرة وبرنامج Fring للمحادثات والمكالمات الرخيصة وغيرها من البرامج.
في الحقيقة خيار المقاطعة كحل للمشكلة ينم عن إدراك ووعي لما لاستخدام مثل هذه المنتجات من أثر في دعم اقتصاد العدو الإسرائيلي وكذلك دعم تفوقه المعلوماتي. لكن للأسف المشكلة ليست بهذه البساطة. فلو نظرنا بتمعن في الصناعات والمنتجات الإسرائيلية لوجدنا أنها موجودة في كل شيء من حولنا تماماً كالمنتجات الأمريكية واليابانية والصينية.
خذ على سبيل المثال أكثر ما تشتهر به إسرائيل في الناحية الصناعية الصناعات التقنية المتطورة. فالهاتف الجوال تم تطويره لأول مرة في مختبرات موتورولا بإسرائيل. كذلك معالجات بانتيوم من شركة أنتل تم تطويرها في مختبرات أنتل في إسرائيل. والكثير من منتجات آي بي إم ومايكروسوفت وأبل وسيسكو كذلك تم تطوير أجزاء منها وإنتاجها في تل أبيب! ليس ذلك فحسب، بل أن إسرائيل غزت مجال البرمجيات فأجزاء من نظام تشغيل Windows NT تم تطويرها في إسرائيل وكذلك تطبيقات نستخدمها بشكل يومي مثل Viber و waze من إنتاج شركات إسرائيلية.
وليست التقنية هي المجال الوحيد التي غزته إسرائيل، فلها العديد من الإنجازات العلمية في مجال تحلية المياه والري بالتقطير و الطاقة الشمسية والأبحاث الدوائية وأبحاث سرطان الثدي وغيرها. ولندرك مدى غزارة الإنتاج الفكري الإسرائيلي وتأثيره على كل شيء من حولنا يكفينا أن نعرف أن إسرائيل تنتج أكبر قدر من المقالات العلمية بالنسبة لعدد السكان في العالم! وتسجل سنوياً براءات اختراع أكثر من ما تسجله روسيا والصين والهند مجتمعة!
إذا ما ذا علينا فعله؟ هل علينا أن نتوقف عن استخدام الهاتف المحمول والكمبيوتر وتحلية المياه والكثير من الأدوية والكثير من التقنيات الأخرى التي لم يتم ذكرها والعودة لأسلوب الحياة القديم إلى ما قبل التقنية؟ أو علينا أن نقاطعها جميعاً ونفعل كما فعلت الصين حينما بنت جدار الصين الإلكتروني العظيم الذي حجب الكثير من المواقع العالمية عن الشعب الصيني كمحرك البحث جوجل ومواقع الشبكات الاجتماعية واستعاضت عنها بنسخة صينية فأصبح لديهم محرك بحث بايدو الصيني وشبكات اجتماعية صينية؟ أم علينا أن نتجاهل كل هذه الحقائق ونعيش حياتنا كما لو أننا لم نقرأ هذا المقال ولم نتعرف على هذه المعلومات؟
الإجابة على هذا السؤال تتداخل فيها عوامل سياسية واقتصادية خارجة عن مجال اختصاصي و اختصاص هذه المدونة



Thursday, February 16, 2012


عقبالنا.. جنرال موتورز تستورد التكنولوجيا من إسرائيل



الاربعاء , 01 فبراير 2012 13:52

يعانى المخترعون فى العالم العربى من التجاهل المتعمد من الحكومات.

فى حين تهتم اسرائيل بالعلوم والتكنولوجيا...ومؤخراً قام مجموعة من الطلبة والباحثين، فى مركز جنرال موتورز للبحوث والتنمية بالتعاون مع فريق مختبر المستقبل التابع لمعهد بيتسالئيل للتصميم والفنون بإسرائيل، الذى يعد من المعاهد المرموقة فى العالم، بتطوير برنامج تفاعلى باستخدام نوافذ السيارات يسمى (Windows Of Opportunity) لمساعدة ركاب المقاعد الخلفية ولاسيما الأطفال فى الحصول على أكبر قدر من الترفيه والمتعة أثناء الوجود فى السيارة.
وذكرت التقارير أن فكرة هذا الموضوع مستوحاه من الدراسات النفسية التى تشير إلى أن ركاب السيارات، ولا سيما المقاعد الخلفية، عاده ما يشعرون بالعزلة عن البيئة المحيطة أثناء تواجدهم بالسيارة، مما جعل جنرال موتورز تطلب من طلاب أكاديمية التصميم الإسرائيلية أن يقوموا بتحويل نوافذ السيارات إلى شاشات عرض تفاعلية قادرة على تحفيز الوعى، وتنمية حب الاستطلاع، وتشجيع المواطنين على اتصال أقوى مع العالم الخارجى.

وقالت جنرال موتورز لفريق المستقبل بأكاديمية التصميم أنه لا توجد خطط فورية لوضع برنامج (WOO) التفاعلى فى السيارات المُزمع إنتاجها قريباً، لذلك فإن أمامهم الحرية الكاملة ومتسع من الوقت لتصميم أى شىء يأتى فى خيالهم.
ويشمل البرنامج تطبيقات عديدة؛ منها "أوتو" وهو شخصية كرتونية تم تصميمها لتناسب بحيث تستجيب لدرجة حرارة الطقس، والمناظر الطبيعية التى تمر بها السيارة، لذلك فمن خلالها يمكن للركاب المسافرين، خاصةً الأطفال، تعلّم الكثير عن البيئة بطريقة ممتعة؛ أيضاً، يوجد (Foofu) وهو تطبيق يتيح للركاب الاكتشاف والإبداع من خلال الرسم على نافذة السيارة؛ بالإضافة إلى (Spindow) وهو تطبيق يوفر للمستخدمين نظرة خاطفة إلى نوافذ الأخرين حول العالم؛ وأخيراً (Pond) وهو تطبيق يتيح للركاب بمشاركة الموسيقى وتحميل الأغانى باستخدام الإنترنت، ومشاركة الرسائل مع الركاب الأخرين على الطريق
وعلق توم سيدر، مدير مركز جنرال موتورز للبحث والتنمية وفريق مختبر المستقبل، قائلاً: "استخدام العروض التفاعلية فى السيارات كان محدوداً بالنسبة إلى السائق والراكب فى المقعد الأمامى، ولكن نحن نرى فرصة عظيمة لإن نقدمها إلى ركاب المقاعد الخلفية من خلال تكنولوجيا النوافذ المتقدمة التى توفر وسائل ترفيهية وقيم تربوية بالإضافة إلى قدرتها على الاستجابة لسرعة السيارة، والموقع



البحث والتطوير



يجري البحث والتطوير في اسرائيل بدرجة رئيسية في سبع جامعات، وفي عشرات من معاهد الأبحاث الحكومية والعامة وفي إطار مئات من الشركات المدنية والعسكرية. كذلك تجري أبحاث هامة في عدد من المراكز الطبية؛ وتقوم بعض الشركات العامة بأبحاث في مجالات متباينة مثل الإتصالات البعيدة، توليد الكهرباء والطاقة، وإدارة مصادر المياه.

وتشكل المؤسسات الحكومية والعامة أهم مصدر لتمويل مشاريع البحث والتطوير حيث توفر الدعم المالي لما يزيد عن 50% من أنشطة البحث والتطوير في البلاد. وتكرّس حصة الأسد من المبالغ المخصصة للبحث والتطوير في القطاع المدني للصناعة والزراعة. وتشكل هذه المبالغ – بالمقارنة إلى دول أخرى – جزءاً كبيراً من مجموع مخصصات البحث والتطوير. ويتم تخصيص أكثر من 40% من هذه المبالغ لتنمية المعرفة عن طريق صناديق خاصة بالأبحاث على المستوى القومي أو في إطار تعاون مع دول أخرى أو بواسطة صناديق حكومية للأبحاث، إلى جانب الصناديق الجامعية العامة التي تشكل لجنة التخطيط والميزانية التابعة لمجلس التعليم العالي مصدر إعتماداتها. أما بقية المبالغ فهي تكرّس للأبحاث في مجالات الصحة والرفاه الإجتماعي. 
وتجرى أكثر من 80 % بالمئة من الأبحاث الإسرائيلية والمشاريع لتأهيل الباحثين في إطار الجامعات. وتعتبر مؤسسة إسرائيل للعلم , وهي مؤسسة مستقلة من الناحية القضائية  مصدرًا رئيسيًا لتمويل الأبحاث على أساس التنافس بين الجامعات.  ويمنح حوالي 1000 باحث  هبات من مؤسسة إسرائيل للعلم, بالاضافة الى تمويل من الجامعات. وتقوم مؤسسة إسرائيل للعلم كذلك بتمويل مشاريع خاصة مثل مشاريع لمجلس اوروبا للأبحاث النووية وتحسين الأبحاث  الطبية عن طريق منح سلسلة هبات للأطباء الباحثين. 
يقوم منتدى" تيليم " بتمويل وتنسيق مشاريع بحث كبيرة الحجم  ليست هناك اي جهة تستطيع التعامل معها . وهذا المنتدى هو تطوعي يتألف من كبار العلماء في وزارة الصناعة والتجارة ووزارة العلوم والتكنولوجيا , ورئيس الاكدايمية الإسرائيلية بالاضافة الى ممثلين عن  مجلس التعليم العالي ووزارة المالية.  وكان منتدى "تيليم" صاحب المبادرة  لدخول اسرائيل الى برنامج الإطار للإتحاد الأوروبي ومصدرًا لتمويل هذه المبادرة أحيانًا. كما يقف هذا المنتدى وراء عضوية إسرائيل في المنشأة الأوروبية سنخروتون للأبحاث في مجال الإشعاع (esrf) وكذلك وراء مبادرة الإنترنت الإسرائيلية الأخيرة. ويدرس المنتدى حاليا مشروعًا في مجال النانو تكنولوجيا (التقنية الصغوية).
ويمكن إعتبار العدد الكبير من  براءات الاختراع  التي تم تطويرها   في الجامعات مقياسًا لفعالية العلاقة بين الجامعات والصناعة.



البحث والتطوير في الجامعات


 


بما لا شك فيه أن دفع المعرفة العلمية الأساسية قُدُماً هو الهدف الأول للباحثين في جامعات اسرائيل، كما هو الحال في سائر الجامعات في العالم. وتعتبر الكتب والمقالات التي ينشرها رجال أكاديميا اسرائيليون في مختلف المجالات العلمية خير تعبير عن نتاج القطاع الجامعي في هذا المضمار. ويبلغ عدد المؤلفات الجامعية التي تصدر في إسرائيل حوالي 1% من مجموعة المؤلفات العلمية في العالم .ويعتبر علماء إسرائيليون مراجع في العديد من المجالات مثل الكيمياء وعلوم الحواسب. ويوجد في اسرائيل عدد كبير نسبياً من المؤلفين الذين ينشرون مؤلفاتهم في العلوم الطبيعية والهندسة والزراعة والطب (بالمقارنة مع حجم القوى العاملة فيها). كما أن نسبة المؤلفات  المشتركة لعلماء اسرائيلين  وعلماء من دول أخرى تفوق عن نسبة هذه المؤلفات في معظم دول العالم.

ومن أجل دمج الأنشطة العلمية الاسرائيلية في المجتمع العلمي العالمي تشجع المؤسسات العلمية إرسال الباحثين من الحاصلين على درجة الدكتوراه إلى الخارج للقيام ببحوث أو قضاء إجازة سنة كل سبع سنوات في إحدى مؤسسات التعليم العالي في العالم لأغراض البحث أو المشاركة في مؤتمرات علمية دولية. كذلك يتم دعم  برامج التبادل في إطار مشاريع مشتركة مع مؤسسات ومنظمات نظيرة في الخارج، على مستوى المعهد أو الجامعة أو الحكومة. وتعتبر اسرائيل أيضاً مركزاً هاماً لعقد المؤتمرات العلمية الدولية حيث تستضيف العديد منها سنوياً.

وتواصل الجامعات الاسرائيلية، تماشياً مع أنشطتها في مجالات البحث العلمي، القيام بدور هام وإبداعي في دعم التقدم التكنولوجي للبلاد. وكان معهد فايتسمان للعلوم أحد أوائل المعاهد العالية في العالم التي أقامت مؤسسة للإستعانة بنتائج أبحاثها على المستوى التجاري (1958). وتوجد الآن مؤسسات مماثلة في كافة الجامعات الاسرائيلية. وقد تكللت بنجاح تجاري ملحوظ عملية  إنشاء مشاريع صناعية تعتمد على البحث العلمي وتكون متاخمة للجامعات. وأقامت بعض الجامعات شركات صناعية لتسويق منتجات معينة تعتمد على الأبحاث التي تجري فيها. وكثيراً ما يتم ذلك بالمشاركة مع مجموعات صناعية محلية وأجنبية.
وتعمل في إطار الجامعات معاهد ذات مناهج متشابكة وتركز على الأبحاث والإختبارات في مجالات علمية وتكنولوجية مختلفة ذات أهمية حيوية للصناعة الاسرائيلية، ومنها البناء والمواصلات والتعليم باعتبارها نقاطاً مركزية للبحث والتطوير. إضافة إلى ذلك يعمل عدد كبير من أعضاء الهيئات التعليمية كمستشارين للمؤسسات الصناعية في الشؤون الإدارية والمالية وفي أساليب الإدارة العامة

العلم والتكنولوجيا

اسرائيل هي دولة صغيرة في عالم كبير من العلم والتكنولوجيا، وقد حددت – مثلها مثل سائر الدول الصغيرة – سياستها بالنسبة للأنشطة العلمية والتكنولوجية بهدف التوصل إلى كفاءة عالية من التنافس. ففي المجال العلمي، تشجّع اسرائيل إقامة مراكز متفوقة يعمل فيها علماء بارزون وتسعى إلى الإحتفاظ بمستوى عالمي مقبول من حيث الإنجازات في مختلف المجالات العلمية. وفي مجال التكنولوجيا تسعى اسرائيل الى التوصل الى انجازات من خلال التركز على عدد محدود من المجالات. وتعتبر نسبة سكان اسرائيل الذين يعملون في البحث العلمي والتكنولوجي والمبالغ التي ترصد للبحث والتطوير بالمقارنة مع حجم الناتج القومي الاجمالي هي من أعلى النّسب في العالم. وإذا قورن عدد العلماء بحجم القوى العاملة، فإن اسرائيل تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد العلماء الذين ينشرون بحوثهم في مجال العلوم الطبيعية والهندسة والزراعة والطب.
 
    

بدايات 

إن تاريخ البحوث العلمية في اسرائيل يشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ عودة الشعب اليهودي إلى وطنه. وكان تيودور هرتسل (1860-1904)، صاحب فكرة الصهيونية السياسية الذي دعا فعلا الى إقامة دولة يهودية حديثة على أرض اسرائيل، قد تصور هذه الدولة ليس كمقر الشعب اليهودي فحسب بل كمركز روحي وعلمي ذي أهمية كبرى بالنسبة للشعب اليهودي.
وكانت التطلعات التي راودت الزعماء لتحويل أرض اسرائيل من منطقة قاحلة موبوئة بالآفات والأمراض إلى دولة حديثة، عاملاً أساسياً في التركيز على البحوث العلمية وتحقيق التطور التكنولوجي. فالبحوث الزراعية تعود بدايتها إلى أواخر القرن ال 19 عندما تأسست المدرسة الزراعية "ميكفي يسرائيل" (1870). وفي عام 1921 أقيمت في تل أبيب محطة الدراسات الزراعية التي تطورت فيما بعد إلى "منظمة الدراسات الزراعية"، وهي الآن أكبر مؤسسة اسرائيلية في مجال الدراسات الزراعية والتطوير. أما البحوث الطبية ودراسات الصحة العامة فقد بدأت بالتطور قبل الحرب العالمية الأولى عندما تم تأسيس "محطة الصحة العبرية". وقد حققت هذه البحوث تقدماً عظيماً في منتصف العشرينات إثر إنشاء المعهد الميكروبيولوجي وأقسام البيوكيمياء وعلم الجراثيم والوقاية الصحية في  الجامعة العبرية في أورشليم القدس، الأمر الذي أرسى القاعدة لإنشاء مركز هداسا الصحي. والذي يعتبر اليوم أهم معهد للبحوث الطبية في اسرائيل. أما البحوث في مجال الصناعة فقد بدأت مع إقامة "مختبرات البحر الميت" في الثلاثينات. كما بدأ تطوير الدراسات العلمية النظرية في الجامعة العبرية (تأسست عام 1925)، وفي المعهد الهندسة التطبيقية "التخنيون" (تأسس عام 1924 في حيفا) وفي مركز دانيئيل زيف للبحوث العلمية (تأسس عام 1934 في رحوبوت) وتطور فيما بعد إلى معهد فايتسمان للعلوم (عام 1949).
لدى تأسيس دولة اسرائيل (عام 1948  كانت في البلاد بنية تحتية علمية وتكنولوجية. وفي البداية تركزت  الأبحاث على مشاريع ذات أهمية قومية وعلى هذا الأساس تم بصورة تدريجية تطوير الصناعات ذات الإتجاه التجاري



الكوادر المهنية 

إن الإحتياطي الكبير من الكوادر ذات الكفاءة الأكاديمية في اسرائيل هو صاحب الفضل في إنجازاتها العلمية والتكنولوجية . واستكمل 24% من المشاركين في سوق العمل 16 سنة أو أكثر من الدراسة . وإنضم عدد كبير من العلماء والمهندسين والفنيين المدرّبين القادمين من الإتحاد السوفياتي سابقا إلى القوة البشرية العاملة ويتوقع  أن تزداد بصورة ملحوظة إنجازات اسرائيل في المجالين العلمي والتكنولوجي على امتداد عشرات السنين.