الحرب
الاقتصاديّة عبر بوابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
يُخطئ من يظنّ بأنّ ربح هذه المعركة سهل؛ لنأخذ مثلاً مؤشّر تطوّر المجتمع على صعيد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT Development Index) ، تحلّ الدولة العبرية في المرتبة 24 عالمياً، فيما لبنان يقبع في المرتبة 82 بين 159 بلداً (إحصاءات عام 2010). غير أنّ لوزير الاتصالات نقولا صحناوي رأياً آخر. ففي إطار استكمال مشوار نهوض القطاع من سباته الوسخ، يعد صحناوي بالكثير ويوجه سهامه مباشرة صوب إسرائيل، أحد رواد القطاع في العالم.
الحقيقة هي أنّه بعد انطلاق ورشة تطوير البنى التحتيّة لتحسين مؤشّرات الاتصالات (ألياف ضوئية تمهيداً للإنترنت بالحزمة العريضة، تطوير شبكة الخلوي لاستخدام الجيل الثالث...) في عهد الوزير شربل نحاس، أضحت الإنجازات أقرب إلى الواقع وتحسين الأرقام أكثر واقعياً: «أعدكم بأنّ الوضع سينقلب رأساً على عقب في غضون أسبوعين الى ثلاثة أسابيع» على صعيد سرعة الإنترنت، قال صحناوي في مناسبة إعلان صندوق «Berytech» عن أحدث استثماراته في 3 شركات ناشئة متخصصة في التكنولوجيا ويقودها رجال أعمال شباب.
السرعة ليست فقط المعضلة، بل هناك السعر أيضاً؛ وفي هذا الصدد أوضح الوزير أنّه يُعدّ مشروع مرسوم لخفض كلفة خطّ «E1» (المادّة الأولية للإنترنت) لينخفض العبء على الشركات وبالتالي على المستهلكين، و«من شأن هذا المرسوم أن يغير الصورة كلياً، ما ينعكس زيادة كبيرة في سرعة الإنترنت».
وقد أُبقي اللبنانيون في الخندق التكنولوجي المعتم طويلاً، أمّا الآن فستكون للإجراءات التي تظهر في الأشهر المقبلة «انعكاسات اقتصادية واجتماعية غير قابلة للجدل» وفقاً لرئيس مجلس إدارة الصندوق الاستثماري، مارون شماس. وسيؤدّي استغلال كابل «IMEWE» القادم من الهند إلى طرابلس، دوراً كبيراً على هذا الصعيد بعدما كُبت سياسياً لفترة طويلة: لهذا الكابل قدرة 50 ألف خطّ «E1»، فيما لبنان يستهلك بضيق اليوم ألفي خطّ فقط.
وإلى هذا الكابل الذي سيؤمّن الوقود اللازم لتشغيل شبكة الألياف الضوئية بعد جهوزها والتمتّع بالحزمة العريضة، ومن المفترض أن تظهر الثمار الأولى في بدايات عام 2012 بحسب الوزير، هناك أيضاً مشروع الجيل الثالث (3G) الذي ستجهز خدماته بعد شهرين.
ومن شأن هذه المشاريع أن تؤدّي إلى «جعل لبنان في مصاف الدول الأكثر حداثة» تابع نقولا صحناوي؛ وبالتالي زيادة الاستثمارات في المبادرات التكنولوجيّة، لأنّها ستكون بطبيعة الحال ذات جدوى اقتصاديّة.
تلك المبادرات «قادرة على الإسهام في ربح لبنان الحرب الاقتصادية مع إسرائيل بالذات، وبالتأكيد مع الدول التي تنافسنا على هذا الصعيد»، أكّد الوزير.
ليست الحرب لمجرّد الحرب! فتطوير القطاع يعني خلق فرص عمل وتطوير مختلف الأعمال وزيادة الإنتاج والتصدير. والطموحات هنا تُصاغ في إطار عكسِ «مفهوم خاطئ، صار لبنان فيه يصدّر بشراً ويستهلك سلعاً لا ينتجها». ساد ذلك المفهوم «طوال الأعوام الفائتة، وعلى أساسه جرى تركيب الاقتصاد اللبناني... ما رتّب ديوناً وسلبيات وأوجد دائرة مفرغة لا بد من تفكيك حلقاتها». أمّا الآن «فنحن في صدد تعديل المفهوم الاقتصادي خطوة خطوة».
خطوة خطوة إذاً للعودة إلى التميّز الذي أشار إليه مارون شماس: في عام 1995 كان لبنان بين أوّل البلاد العربية التي سمحت للقطاع الخاص باستخدام الإنترنت، لكن بعد مرور 16 سنة صار البلد في آخر اللائحة.
وسهولة الوصول إلى المعلومات ليست فقط لدواع استهلاكيّة؛ والمبادرات التي تظهر لبنانياً أبرز دليل. ففي المناسبة عُرضت 3 مشاريع جديدة، يُساهم الصندوق فيها بمبلغ 1.5 مليون دولار، هي «Wext» وهي خدمة مماثلة لـ«Whatsapp» الرائجة على هواتف «Blackberry». و«Yalla play» التي توفر عبر الإنترنت كل أنواع ألعاب الورق إضافة إلى «Butterfleye»، وهو تطبيق جديد، يعمل على قياس معدّل ضربات القلب من طريق الأشعة تحت الحمراء.
وهناك طبعاً التطبيق الشهير «دير من دار» على هواتف «Iphone» (أكثر من مليون تحميل حتّى الآن)، الذي يسمح بالتقاط صور بانوراميّة.
إذاً، بتحسين المؤشّرات التكنولوجيّة ودعم مبادرات من هذا النوع، على نحو مباشر وغير مباشر، أضحى هناك ملعب جديد للصراع مع العدو الرابض في الجنوب.
يُخطئ من يظنّ بأنّ ربح هذه المعركة سهل؛ لنأخذ مثلاً مؤشّر تطوّر المجتمع على صعيد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT Development Index) ، تحلّ الدولة العبرية في المرتبة 24 عالمياً، فيما لبنان يقبع في المرتبة 82 بين 159 بلداً (إحصاءات عام 2010). غير أنّ لوزير الاتصالات نقولا صحناوي رأياً آخر. ففي إطار استكمال مشوار نهوض القطاع من سباته الوسخ، يعد صحناوي بالكثير ويوجه سهامه مباشرة صوب إسرائيل، أحد رواد القطاع في العالم.
الحقيقة هي أنّه بعد انطلاق ورشة تطوير البنى التحتيّة لتحسين مؤشّرات الاتصالات (ألياف ضوئية تمهيداً للإنترنت بالحزمة العريضة، تطوير شبكة الخلوي لاستخدام الجيل الثالث...) في عهد الوزير شربل نحاس، أضحت الإنجازات أقرب إلى الواقع وتحسين الأرقام أكثر واقعياً: «أعدكم بأنّ الوضع سينقلب رأساً على عقب في غضون أسبوعين الى ثلاثة أسابيع» على صعيد سرعة الإنترنت، قال صحناوي في مناسبة إعلان صندوق «Berytech» عن أحدث استثماراته في 3 شركات ناشئة متخصصة في التكنولوجيا ويقودها رجال أعمال شباب.
السرعة ليست فقط المعضلة، بل هناك السعر أيضاً؛ وفي هذا الصدد أوضح الوزير أنّه يُعدّ مشروع مرسوم لخفض كلفة خطّ «E1» (المادّة الأولية للإنترنت) لينخفض العبء على الشركات وبالتالي على المستهلكين، و«من شأن هذا المرسوم أن يغير الصورة كلياً، ما ينعكس زيادة كبيرة في سرعة الإنترنت».
وقد أُبقي اللبنانيون في الخندق التكنولوجي المعتم طويلاً، أمّا الآن فستكون للإجراءات التي تظهر في الأشهر المقبلة «انعكاسات اقتصادية واجتماعية غير قابلة للجدل» وفقاً لرئيس مجلس إدارة الصندوق الاستثماري، مارون شماس. وسيؤدّي استغلال كابل «IMEWE» القادم من الهند إلى طرابلس، دوراً كبيراً على هذا الصعيد بعدما كُبت سياسياً لفترة طويلة: لهذا الكابل قدرة 50 ألف خطّ «E1»، فيما لبنان يستهلك بضيق اليوم ألفي خطّ فقط.
وإلى هذا الكابل الذي سيؤمّن الوقود اللازم لتشغيل شبكة الألياف الضوئية بعد جهوزها والتمتّع بالحزمة العريضة، ومن المفترض أن تظهر الثمار الأولى في بدايات عام 2012 بحسب الوزير، هناك أيضاً مشروع الجيل الثالث (3G) الذي ستجهز خدماته بعد شهرين.
ومن شأن هذه المشاريع أن تؤدّي إلى «جعل لبنان في مصاف الدول الأكثر حداثة» تابع نقولا صحناوي؛ وبالتالي زيادة الاستثمارات في المبادرات التكنولوجيّة، لأنّها ستكون بطبيعة الحال ذات جدوى اقتصاديّة.
تلك المبادرات «قادرة على الإسهام في ربح لبنان الحرب الاقتصادية مع إسرائيل بالذات، وبالتأكيد مع الدول التي تنافسنا على هذا الصعيد»، أكّد الوزير.
ليست الحرب لمجرّد الحرب! فتطوير القطاع يعني خلق فرص عمل وتطوير مختلف الأعمال وزيادة الإنتاج والتصدير. والطموحات هنا تُصاغ في إطار عكسِ «مفهوم خاطئ، صار لبنان فيه يصدّر بشراً ويستهلك سلعاً لا ينتجها». ساد ذلك المفهوم «طوال الأعوام الفائتة، وعلى أساسه جرى تركيب الاقتصاد اللبناني... ما رتّب ديوناً وسلبيات وأوجد دائرة مفرغة لا بد من تفكيك حلقاتها». أمّا الآن «فنحن في صدد تعديل المفهوم الاقتصادي خطوة خطوة».
خطوة خطوة إذاً للعودة إلى التميّز الذي أشار إليه مارون شماس: في عام 1995 كان لبنان بين أوّل البلاد العربية التي سمحت للقطاع الخاص باستخدام الإنترنت، لكن بعد مرور 16 سنة صار البلد في آخر اللائحة.
وسهولة الوصول إلى المعلومات ليست فقط لدواع استهلاكيّة؛ والمبادرات التي تظهر لبنانياً أبرز دليل. ففي المناسبة عُرضت 3 مشاريع جديدة، يُساهم الصندوق فيها بمبلغ 1.5 مليون دولار، هي «Wext» وهي خدمة مماثلة لـ«Whatsapp» الرائجة على هواتف «Blackberry». و«Yalla play» التي توفر عبر الإنترنت كل أنواع ألعاب الورق إضافة إلى «Butterfleye»، وهو تطبيق جديد، يعمل على قياس معدّل ضربات القلب من طريق الأشعة تحت الحمراء.
وهناك طبعاً التطبيق الشهير «دير من دار» على هواتف «Iphone» (أكثر من مليون تحميل حتّى الآن)، الذي يسمح بالتقاط صور بانوراميّة.
إذاً، بتحسين المؤشّرات التكنولوجيّة ودعم مبادرات من هذا النوع، على نحو مباشر وغير مباشر، أضحى هناك ملعب جديد للصراع مع العدو الرابض في الجنوب.
No comments:
Post a Comment