Friday, July 6, 2012

انتل تصنع معالجات الكمبيوتر في اسرائيلة

انتل تصنع معالجات الكمبيوتر في اسرائيلة

مختصر: شركة إنتل تصمم وتصنع الكثير من منتجاتها في إسرائيل. ومثال ذلك، معالجات بينتيوم وتقنية سينترينو وشبكات واي ماكس. كما إن أنتل تتقاضى دعماً من الحكومة الإسرائيلية وتقوم بمساعدة اليهود للهجرة إلى فلسطين وتقوم بتوظيفهم وتوطينهم. كما أن منتجات إنتل أقل كفاءة من مثيلاتها وفي نفس الوقت أعلى سعراً! هذه دعوة لمقاطعة منتجات هذه الشركة نصرة لديننا ولإخواننا وتوفيراً لمالك الذي قد تدفعه لشرائها فلا تحصل على أفضل الموجود.

مقدمة

قد لا يعلم البعض أن منتجات شركات إنتل كانت ممنوعة من دخول السعودية حتى أواخر الثمانينات وذلك بسبب قرار مقاطعة الشركات الإسرائيلية من المستوى الثاني المتفق عليه بين الدول العربية. ولقد حاولت جامعة البترول والمعادن استيراد أحد معالجات إنتل الأول إبان المقاطعة وذلك لأغراض بحثية وتطلب الأمر الكثير من الوقت والتصاريح حينها!! طبعاً تغير الوضع الآن بعد رفع المقاطعة من المستوى الثاني. ولكن ما نحن بصدده هنا يبين أن معالجات إنتل يجب مقاطعتها بالمستوى الأول لأنها تصنع في إسرائيل!

لقد عثرت عام 1997 على ورقة علمية كتبت في سنة 1979 تشرح تصميم المسار بين الذاكرة والمعالج وكان كاتبها يعمل في مركز أبحاث إنتل في حيفا. ومنذ ذلك الوقت وأنا اتابع العلاقة ما بين شركة إنتل وإسرائيل، وهي علاقة غريبة ومريبة!

الحقيقة أن الكثير من المختصين يعرف عن هذه العلاقة ولكنه يتجاهلها بحجة أنه لا شركة أخرى منافسة تصنع معالجات للأجهزة الشخصية جيدة كالتي تصنعها إنتل. ولكن هذا العذر أصبح واهياً منذ مطلع القرن الجديد مع تطور مستوى المنافسين وطرحهم لمنتجات أفضل وبأسعار أقل!

لقد كتبت مقالاً قبل سنة تقريباً هنا في الساحة السياسية محذراً من شراء معالجات بينتيوم 4 وتقنية سينترينو كونها صناعة وتصميم اسرائيلي صرف. ولقد لفت ذلك المقال إنتباه العديد من القراء ولله الحمد ولكن كان ينقصه التوثيق. وبسبب التسويف وكثرة المشاغل، فلم أدعم المقال بالتوثيق اللازم مما أدى به إلى الضياع في ذاكرة الساحات المخرومة

أقوم بمعونة الله تعالى بنشر هذا الموضوع هنا علـَّه يسترعي انتباه القراء الأكارم ليقاطعوا منتجات هذه الشركة وليعرفوا ماذا يشترون وأين تذهب أموالهم حتى لا يغبنون ولا يدعمون عدونا من حيث لا يشعرون.

إنتل صناعة إسرائيلية

بدأت علاقة شركة انتل المباشرة بإسرائيل في وقت مبكر من تاريخ الشركة. ولقد أثمرت هذه العلاقة عن افتتاح مركز تطوير في مدينة حيفا بعد 5 سنوات من تأسيس الشركة، أي في عام 1974. ولقد تتابعت المراكز حتى توجت بإنشاء أول مصنع لإنتاج رقائق المعالجات يقام خارج الولايات المتحدة، وكان ذلك عام 1985 في مدينة القدس. [1]

الصورة أ: تبين أماكن تواجد شركة إنتل في إسرائيل. [1]



الصورة ب: تبين أعمال إنتل على مستوى العالم. لاحظ أن مصانع الرقائق توجد فقط في أمريكا وإيرلندا وإسرائيل. [1]



يتضح من الخارطة أعلاه، أن إسرائيل تنتج لأسواق آسيا و "الشرق الأوسط." في حين تنتج المصانع الأخرى لأسواق الأمريكيتين وأوروبا. طبعاً هذا بخلاف الإنتاج الذي تنفرد به إسرائيل عن بقية المصانع، كما سيتضح لاحقاً.

تمتلك إنتل الآن مصنعان للرقائق في إسرائيل. أحدهما في القدس، وهو الذي سبق ذكره، ويختص في صناعة رقائق المتحكمات الصغرية micro-controllers المستخدمة في الآلات الكهربائية والصناعية. والمصنع الثاني أنشيء عام 1999 في كريات جات وكان مختص بصناعة رقائق معالجات بينتيوم 3 ثم عدل لاحقاً لصناعة رقائق معالجات بينتيوم 4 والذاكرة ورقائق التحكم على اللوحة الأم. [1]

صورة ج: منظر خارجي لمصنع إنتل لإنتاج الرقائق في كريات جات بإسرائيل. [1]



صور د: منظر داخلي لمصنع إنتل لإنتاج الرقائق في كريات جات بإسرائيل. [1]



مصنع ثالث قريباً

ولقد أعلنت شركة إنتل عام 2005 عن عزمها إنشاء مصنع ثالث لرقائق المعالجات في كريات جات بمبلغ 4 بلايين دولار ويستوعب 2000 موظف [4]. إن ما يجعل هذا القرار غريباً جداً هو الوضع الأمني في إسرائيل وفي المنطقة عموما. وهذا الوضع يجعل المنطقة طاردة للاستثمار. فعلى سبيل المثال، جاءت إسرائيل في المرتبة 24 - بعد فيتنام!- حسب ما أظهر استبيان شمل 40 دولة تسعى لجذب الاستثمارات الخارجية [5]. ولكن غرابة هذا القرار ستنجلي إذا علمت أن شارون شخصياً أعلن عن المشروع حتى قبل أن يعرف وزيرا صناعته وماليته بالأمر [6]. كما أن شارون سيقدم مبلغ 400 مليون دولار لشركة إنتل كان قد وعدها بها عام 2001 إن هي أقامت المصنع على "أرض الميعاد" [7]. (ورد خبر ينفي هذا القرار إثر الاحتجاج على مكان إقامة المصنع في منطقة خطرة، ولكن يبدو أنه خبر لتهدئة المنتقدين).

معلومة: إن مصانع الرقائق تنتج قلب المعالج والذي يشحن بعد ذلك إلى مصانع التجميع ليتم وضعه داخل جسم المعالج وزرع إبر الإتصال به وما إلى ذلك. توجد مصانع التجميع بقرب أماكن الإستهلاك وحيث تتوفر التقنية والأيدي العاملة المدربة مثل الصين والفلبين وماليزيا وأمريكا. ولهذا السبب فإنك لن تجد معالجاً لإنتل وقد كتب عليه "صنع في إسرائيل" فالأجزاء الخارجية منه لم تصنع في إسرائيل ولكن اللب الداخلي والذي هو المعالج الفعلي قد صنع هناك!

إنتل تصميم وتطوير إسرائيلي

بالإضافة للتصنيع، فإن إسرائيل تقوم بدور رئيس في عملية تصميم وتطوير تقنيات إنتل. ويتضح ذلك مما يلي:

- صمم مركز حيفا الإسرائيلي أول منتجاته التجارية الناجحة عام 1996 وهو معالج بينتيوم MMX. [8]

- صمم مركز حيفا الإسرائيلي معالج بينتيوم M عام 1999 [8]. وبعد ذلك، طرحت إنتل تقنية سينترينو للأجهزة الدفترية المتضمنة للمعالج المذكور عام 2003 [2] وقررت أنها ستعتمد بنية هذا المعالج لتصنيع معالجاتها المستقبلية [8].

- اشترت إنتل شركة Envara الإسرائلية عام 2004 بمبلغ 40 مليون دولار ومن خلالها تقوم على تطوير شبكات الواي ماكس Wi-Max اللاسلكية بإشراف مركز التطوير في مدينة بيت تيكفا. [3]

- اشترت إنتل شركة Oplus الإسرائلية عام 2005 وتعكف على تطوير معالجات HDTV للفيديو بإشراف مركز التطوير في مدينة حيفا. [1]

- صرحت إنتل عام 2005 أن تصميم معالجاتها المستقبلية للكمبيوتر (Yonah/Merom/Conroe/Woodcrest) وللهاتف الجوال (Monahans) سوف تطور في إسرائيل. [8]

إنتل تدعو اليهود للهجرة إلى إسرائيل

تعتبر إنتل ثاني أكبر مستوعب للعمالة المدربة في إسرائيل. ونتيجة لتوسيع الشركة أعمالها هناك، فلقد أطلقت بداية عام 2005 حملة لاستقطاب "مئات" المهندسين اليهود من داخل إسرائيل ومن خارحها. حيث عملت الشركة مع "الوكالة اليهودية" لتشجيع المهندسين اليهود للهجرة إلى إسرائيل وتوظيفهم ومساعدتهم أيضاً للتألقم مع المجتمع المحلي. [11]

ومن المفارقات، أن الموساد (جهاز الإستخبارات الإسرائلي) شعر بمنافسة إنتل في توظيف الكفاءات اليهودية وحرمانه منها. ولذلك أضطر لاتباع أساليب الشركة في التوظيف وتقديم المغريات لليهود حتى يجتذبهم لصفه ويبعدهم عن إنتل! [12]

سياسة التسويق الملتوية

تحتل إنتل المركز الأول عالمياً من حيث حجم مبيعات معالجات الكمبيوتر. ولكن يجب أن نعرف أنها لا تحتل هذه المرتبة حالياً بسبب أسعارها أو تفوقها التقني على منافسيها، بل بسبب طرقها التسويقية التي لا تخلو في أحيانٍ كثير من الوسائل غير المشروعة. ولا أدل على ذلك من الدعوى التي أقامتها شركة AMD ضدها في اليابان، حيث تدعي AMD أن إنتل تتبع أساليب ملتوية مع الموزعين والشركات لإجبارهم على شراء منتجاتها وترك المنتجات المنافسة [9]. فمثلاً، تدفع إنتل للشركات مبالغ طائلة لإغرائهم بترك تعاملهم مع منافسيها وتوقيع عقود إحتكاريه معها. تعمد شركة إنتل أيضاً إلى تقديم "هدايا" إلى مسئولي المشتريات بشكل شخصي. كما تقوم برد بعض المبالغ المالية للموزعين الذين يحققون نسبة مبيعات محددة في حين أن الزبون النهائي لا يستفيد من هذا. كما تقوم بتهديد الموزعين والمصنعين بقطع إمدادها ودعمها الفني عنهم إن هم لم يتنعوا عن استخدام المنتجات المنافسة.

ومما يساعد إنتل أكثر، أقدميتها في السوق. بحيث ترسخ لدى الزبائن اسم الشركة وأنها الأفضل، خاصة بعد البدايات المتعثرة لبعض منافسيها. وإنتل تستغل هذا المعتقد عند الزبائن وتعمقه حتى لا يلتفت الزبون لغير منتجاتها. ولا أدل على ذلك من حرب السرعة، حيث تبالغ في سرعات معالجتها لتوهم الزبون أن منتجها هو الأفضل. في حين إذا ما نظرنا للمعالجات المنافسة نجدها تعطي نفس الأداء وبسرعة تقل كثيراً عن معالجات إنتل [10].

إن الكثير من الزبائن لا يعرف أن إنتل باتت تحتل المركز الثاني أو الثالث في كثير من التقدمات التقنية في مجال المعالجات. فلقد سبقها المنافسون في توسعة المعالجة لنطاق 64 بت (بدلاً من 32 بت المستخدم بكثرة الآن) وفي تضمين رقاقتين داخل معالج واحد. كما أنها تخلفت عن تطوير تصميمتها واعتمدت على زيادة سرعة معالجاتها. مما أدى لتعقيد عملية التصنيع وبالتالي رفع الأسعار وأيضاً زيادة كمية الحرارة المنبعثة من المعالج مما يقلل من كفائته. كما أدى ذلك لزيادة نسبة استهلاك الطاقة الكهربائية للأجهزة التي تعمل بتقنية إنتل. وغير هذا. إن الزبون الذي يشتري معالج إنتل اليوم عليه أن يعرف أنه دفع من ماله أكثر مما ينبغي، وأنه لو بحث جيداً لوجد منتجات أخرى أفضل أداءاً وأقل كلفة وليس لشركاتها أي علاقات مريبة مع إسرائيل. [13]

البدائل المناسبة لنا

تجد هنا بعض الشركات التي ليس لها علاقات متجذرة ومريبة مع إسرائيل كما هو حال إنتل. سوف يجد المسلم إن شاء الله في منتجات هذه الشركات بدائل مناسبة -إن لم تكن أفضل- من تلك التي تنتجها إنتل.

كما أدعو الموسرين من المسلمين للاستثمار في هذا المجال الحيوي ولو عن طريق شراء الأسهم أو إقامة شراكة مع الشركات المذكورة هنا. فهذا مما سوف يفتح على المسلمين باب خير عظيم إن شاء الله.

ملاحظة: طرحي للبدائل هنا لا يعني أني أقوم بالتسويق لأي من الشركات المذكورة. ولكن هو من المقال الذي يقتضيه المقام.

- شركة AMD : المعالجات التي تنتجها هذه الشركة أفضل وأقل سعراً من مثيلاتها مما تنتجه إنتل. دائماً ما تقوم هذه الشركة بتحديث تصاميمها وطرح معمارية جديدة تسبق بها إنتل. تمتاز بانخفاض سرعتها مع تقديمها لأداء عالي يفوق أداء معالجات إنتل ذات السرعات الأعلى.هي أيضاً أقل استهلاكاً للطاقة. من منتجاتها المشهورة والممتازة معالح أثلون Athlon. مصانع رقائقها في امريكا وألمانيا وتجمع في ماليزيا. سجل ضدها - فيما أعرف - حادث واحد ضد العرب والمسلمين عندما أدعى أحد أعضاء مجلس الإدارة من أصل لبناني أنه فصل من الشركة لأسباب عنصرية بعد أحداث 11 سبمتبر 2001.

- شركة VIA : شركة تايوانية. تملك إمكانيات للتطوير معالجاتها ولكن تحتاج لزيادة الطلب على منتجاتها ولاستقطاب الاستثمارات الخارجية. تمتاز منتجاتها بالسعر المنخفض والأداء المناسب وقلة استهلاك الطاقة. من تطوراتها التقنية أنها أصدرت مطلع عام 2006 معالج بسرعة 1.5 جيجاهيرتز لا يحتاج للتبريد بالمروحة!

- شركة Transmeta : شركة أمريكية تنتج معالجات متطورة تستخدم للأجهزة المحمولة والمنتقلة وذات استهلاك الطاقة المنخفض جداً. عمل بها مخترع نظام لاينكس حتى العام 2005. تعاني من صعوبات مالية وتسويقية مؤخراً. (فرصة إسلامية ربما!).

الخاتمة

استعرضنا تاريخ ونشاط شركة إنتل مع العدو الإسرائيلي. ورأينا أن الكثير من متجات إنتل تصمم وتصنع في إسرائيل. ومثال ذلك، معالجات بينتيوم وتقنية سينترينو وشبكات واي ماكس. كما إن أنتل تتقاضى دعماً من الحكومة الإسرائيلية وتقوم بمساعدة اليهود للهجرة إلى فلسطين وتقوم بتوظيفهم وتوطينهم. ورأينا كيف أن منتجات إنتل أقل كفاءة من مثيلاتها وفي نفس الوقت أعلى سعراً!



No comments:

Post a Comment